وُلد ألبرت أينشتاين في مدينة أُولمالألمانية في 14 مارس1879 لأبوين يهوديين وأمضى سِن يفاعته في ميونخ. كان أبوه "هيرمان أينشتاين" يعمل في بيع الرّيش المستخدم في صناعة الوسائد، وعملت أمّه "ني بولين كوخ" معه في إدارة ورشةٍ صغيرةٍ لتصنيع الأدوات الكهربائية بعد تخلّيه عن مهنة بيع الرّيش. تأخر أينشتاين الطفل في النطق حتى الثالثة من عمره، لكنه أبدى شغفا كبيراً بالطبيعة، ومقدرةً على إدراك المفاهيم الرياضية الصعبة، وقد درس وحده الهندسة الإقليدية، وعلى الرغم من انتمائه لليهودية، فقد دخل أينشتاين مدرسة إعدادية كاثوليكية وتلقّى دروساً في العزف على آلة الكمان. وفي الخامسة من عمره أعطاه أبوه بوصلة، وقد أدرك أينشتاين آنذاك أن ثمّة قوةً في الفضاء تقوم بالتأثير على إبرة البوصلة وتقوم بتحريكها.
وقد كان يعاني من صعوبة في الاستيعاب، وربما كان مردُّ ذلك إلى خجله في طفولته. ويشاع أن أينشتاين الطفل قد رسب في مادة الرياضيات فيما بعد، إلا أن المرجح أن التعديل في تقييم درجات التلاميذ آنذاك أثار أن الطفل أينشتاين قد تأخّر ورسب في مادة الرياضيات. وتبنَّى اثنان من أعمام أينشتاين رعايته ودعم اهتمام هذا الطفل بالعلم بشكل عام فزوداه بكتبٍ تتعلق بالعلوم والرياضيات.
بعد تكرر خسائر الورشة التي أنشأها والداه في عام 1894، انتقلت عائلته إلى مدينة بافيا في إيطاليا، وأستغل أينشتاين الابن الفرصة السانحة للانسحاب من المدرسة في ميونخ التي كره فيها النظام الصارم والروح الخانقة. وأمضى بعدها أينشتاين سنةً مع والديه في مدينة ميلانو حتى تبين أن من الواجب عليه تحديد طريقه في الحياة فأنهى دراسته الثانوية في مدينة آرواالسويسرية، وتقدَّم بعدها إلى امتحانات المعهد الإتحادي السويسري للتقنية في زيورخ عام 1895، وقد أحب أينشتاين طرق التدريس فيه، وكان كثيراً مايقتطع من وقته ليدرس الفيزياء بمفرده، أو ليعزف على كمانه، إلى أن اجتاز الامتحانات وتخرَّج في عام 1900، لكن مُدرِّسيه لم يُرشِّحوه للدخول إلى الجامعة.
ومن أعظم إنجازاته هو إكتشافه لموجات الجاذبية التي لا يمكن رؤيتها، ولكن يستدل عليها من آثارها التي تظهر أكثر ماتظهر عندما تتحرك الأجرام الهائلة في الفضاء بقوة [8].
ومن تكهناته إيمانه بإستحالة قياس السرعة اللحظية للجسيمات متناهية الصغر والتي تهتز عشوائياً في مختلف الإتجاهات بما يعرف باسم الحركة البراونية، لكن بعد قرن من الزمان، تمكن عالم يدعى مارك رايزن من تفنيد هذه المقولة عملياً بمعمل أبحاثه بجامعة تكساس واستطاع قياس السرعة اللحظية لتلك الجسيمات، في خضم إختباراته لقانون التوزع المتساوي الذي يقرر أن طاقة حركة الجسيم تعتمد على حرارته بشكل بحت وليس على كتلته أو حجمه، وبفضل تلك الإختبارات أكد بالتجربة صحة القانون على الأجسام البراونية [9].
خلال لقاء مع صحيفة في مدينة بيتسبرغ، بخس أينشتاين قدرة العلماء علي شطر الذرة بتصويب القذائف البروتونية، واصفا اياهم كالذي يسدد بالليل نحو العصافير في بلد ليس فيه الا قلة من العصافير.وهذا ما دحضه فيرمي ورفاقه بعد 10 سنوات حينما شطروا الذرة وصنعوا القنبلة النووية[10]
من أشهر اقواله (الخيال أهم من المعرفة، لان المعرفة والمعلومات يمكن لاي أحد أن يصل إليها لكن الخيال يوظف هذه المعرفة للوصول إلئ الحقيقة).
كان أينشتاين قد تنازل عن أوراقه الرسمية الألمانية في عام 1896، حتى لا يؤدي الخدمة العسكرية التي كان يكره اداؤها بشدة، مما جعله بلا هوية إثبات شخصية أو إنتماءٍ لأي بلدٍ معين، وفي عام 1898، التقى أينشتاين بـ "ميلفا ماريك Mileva Maric" زميلته الصربية على مقاعد الدراسة ووقع في غرامها، وكان في فترة الدراسة يتناقش مع اصدقائه المقربين في المواضيع العلمية. وبعد تخرجه في عام 1900 عمل أينشتاين مدرّساً بديلاً، وفي العام الذي يليه حصل على حق المواطنة السويسرية، ورُزق بطفلةٍ غير شرعية من صديقته اسمياها (ليسيرل) في كانون الثاني (يناير) من العام 1901.
معظم ما أخذه أينشتاين في نظريته النسبية الخاصة كان من العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن. جرأة أينشتاين في شبابه حالت بينه وبين الحصول على عمل مناسبٍ في سلك التدريس، لكن وبمساعدة والد أحد زملاء مقاعد الدراسة حصل على وظيفة فاحص (مُختبِر) في مكتب تسجيل براءة الاختراعاتالسويسري في عام 1902. تزوج أينشتاين من صديقته "ميلِفا" في 6 كانون الثاني (يناير) 1903 ورُزق بابن حمل اسم "هانز" في 14 من أيار (مايو) عام 1904، وفي هذه الأثناء أصبح عمل أينشتاين في مكتب التسجيل السويسري دائماً، وقام بالتحضير لرسالة الدكتوراه في نفس الفترة، وتمكن من الحصول على شهادة الدكتوراه في عام 1905 من جامعة زيورخ، وكان موضوع الرسالة يدور حول أبعاد الجزيئات، وفي العام نفسه كتب أينشتاين 4 مقالاتٍ علميةٍ دون الرجوع للكثير من المراجع العلمية أو التشاور مع زملائه الأكاديميين، وتعتبر هذه المقالات العلمية اللبنة الأولى للفيزياء الحديثة التي نعرفها اليوم. درس أينشتاين في الورقة الأولى مايُعرف باسم الحركة البراونية، فقدم العديد من التنبُّؤات حول حركة الجسيمات الموزعة بصورةٍ عشوائية في السائل. عرف أينشتاين "بأبي النسبية"، تلك النظرية التي هزت العالم من الجانب العلمي، إلا أن جائزة نوبل مُنحت له في مجال آخر (المفعول الكهرضوئي) وهو ما كان موضوع الورقة الثانية.
ورقة أينشتاين العلمية الثالثة كانت عن "النظرية النسبية الخاصة"، فتناولت الورقة الزمان، والمكان، والكتلة، والطاقة، وأسهمت نظرية أينشتاين بإزالة الغموض الذي نجم عن التجربة الشهيرة التي أجراها الأمريكيان (الفيزيائي ألبرت ميكلسون والكيميائي إدوارد مورلي) أواخر القرن التاسع عشر في عام 1887، فقد أثبت أينشتاين أن موجات الضوء تستطيع أن تنتشر في الخلاء دون الحاجة لوجود وسط أو مجال، على خلاف الموجات الأخرى المعروفة التي تحتاج إلى وسط تنتشر فيه كالهواء أو الماء وأن سرعة الضوء هي سرعة ثابتة وليست نسبية مع حركة المراقب (الملاحظ)، وتجدر الإشارة إلى أن نظرية أينشتاين تلك تناقضت بشكل كلّي مع استنتاجات "إسحاق نيوتن". جاءت تسمية النظرية بالخاصة للتفريق بينها وبين نظرية أينشتاين اللاحقة التي سُمِّيت بالنسبية العامة.
في عام 1906 ترقى أينشتاين في السلم الوظيفي من مرتبة فاحص فني مختبر أول إلى مرتبة فاحص فني من الدرجة الثانية، وفي عام 1908 مُنح إجازةً لإلقاء الدروس والمحاضرات من "بيرن" في سويسرا، ووُلد الطفل الثاني لأينشتاين الذي سُمِّي "إدوارد" في 28 تموز (يوليو) 1910، وطلّق أينشتاين بعدها زوجته ميلِفا في 14 شباط (فبراير) 1919، وتزوج بعدها من ابنة عمه "ايلسا لوينثال" التي تكبره بثلاث سنوات في 2 حزيران (يونيو) 1919.
ولايعلم أحد حتى هذه الساعة شيئاً عن مصير طفلة أينشتاين الأولى غير الشرعية من زوجته ميلِفا إذ يعتقد البعض أنها ماتت في فترة الرضاعة، ويعتقد البعض الآخر أن والديها أعطياها لمن لا أولاد له للتبني، أمّا بالنسبة لأولاد أينشتاين، فقد أُصيب أحدهما بمرض انفصام الشخصية، ومات فيما بعد في المصح العقلي الذي تولى علاجه ورعايته. أمّا الابن الثاني، فقد انتقل لولاية كاليفورنيا الأمريكية للعيش فيها ومن ثم أصبح استاذاً (دكتور) في الجامعة، وكانت اتصالاته مع والده محدودةً جداً.
في عام 1914 وقبيل الحرب العالمية الأولى، استقر أينشتاين في مدينة "برلين" الألمانية، ولم يكن أينشتاين من دعاة الحرب ولكنه كان ألمانيا من أصل يهودي، مماتسبب بشعور القوميين الألمان بالضيق تجاه هذا الرجل، وتأجج هذا الامتعاض لأينشتاين من قبل القوميين الألمان عندما أصبح أينشتاين معروفاً على المستوى العالمي بعدما خرجت مجلة "التايم" الأمريكية في 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 1919 بمقالٍ يؤكد صحة نظرية أينشتاين المتعلقة بالجاذبية.
بوصول القائد النازي أدولف هتلر إلى السلطة في عام 1933 تزايدت الكراهية تجاه أينشتاين فاتهمه القوميون الاشتراكيون (النازيون) بتأسيس "الفيزياء اليهودية"، كما حاول بعض العلماء الألمان النيل من حقوق أينشتاين في نظرياته الأمر الذي دفع أينشتاين للهرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي منحته بدورها إقامة دائمةً، وانخرط في "معهد الدراسات المتقدمة" التابع لجامعة برينستون في ولاية نيو جيرسي، ففي عام 1939 كتب رسالته الشهيرة إلى الرئيس الأمريكي روزفلت لينبهه على ضرورة الإسراع في إنتاج القنبلة قبل الألمان وذلك قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة. وفي عام 1940، صار أينشتاين مواطناً أمريكياً مع احتفاظه بجنسيته السويسرية.
في 18 أبريل1955 تُوفي وحُرِقَ جثمانه في مدينة "ترينتون" في ولاية "نيو جيرسي" ونُثر رمادهُ في مكان غير معلوم، وحُفظ دماغ العالم أينشتاين في جرّة عند الطبيب الشرعي "توماس هارفي" الذي قام بتشريح جثته بعد موته. وقد أوصى أينشتاين أن تحفظ مسوداته ومراسلاته في الجامعة العبرية في القدس، وأن تنقل حقوق استخدام اسمه وصورته إلى هذه الجامعة. وكان سبب الوفاة تمدد في الشريان الأورطي.
لم يكن موقف أينشتاين، في بداية حياته على الأقل، رافضاً للصهيونية. فقد نشأ وتعلَّم في ألمانيا. ولذا، فقد كان يؤمن بفكرة الشعب العضوي، وبأن السمات القومية سمات بيولوجية تُوَّرث وليست سمات ثقافية مكتسبة. فقد صرح بأن اليهودي يظل يهودياً حتى لو تخلى عن دينه. وقد عبَّر أينشتاين في عدة مناسبات عن حماسه للمشروع الصهيوني وتأييده له، بل واشترك في عدة نشاطات صهيونية[16]. ولكن موقف أينشتاين هذا لم يكن نهائياً، إذ عَدَل عن هذه المواقف فيما بعد، فقد صرح بأن القومية مرض طفولي، وبأن الطبيعة الأصلية لليهودية تتعارض مع فكرة إنشاء دولة يهودية ذات حدود وجيش وسلطة دنيوية. وأعرب عن مخاوفه من الضرر الداخلي الذي ستتكبده اليهودية، إذا تم تنفيذ البرنامج الصهيوني، وفي هذا رَفْض للفكر الصهيوني ولفكرة التاريخ اليهودي الواحد. ولهذا السبب، وفي العام نفسه، فسَّر انتماءاته الصهيونية وفقاً لأسس ثقافية، فصرح بأن قيمة الصهيونية بالنسبة إليه تكمن أساساً في « تأثيرها التعليمي والتوحيدي على اليهود في مختلف الدول ». وهذا تصريح ينطوي على الإيمان بضرورة الحفاظ على الجماعات اليهودية المنتشرة في أرجاء العالم وعلى تراثها، كما يشير إلى إمكانية التعايش بين اليهود وغير اليهود في كل أرجاء العالم. وفي عام 1946، مَثل أمام اللجنة الأنجلو أمريكية وأعرب عن عدم رضاه عن فكرة الدولة اليهودية، وأضاف قائلاً: « كنت ضد هذه الفكرة دائماً ». وهذه مُبالَغة من جانبه حيث أنه، كما أشرنا من قبل، أدلى بتصريحات تحمل معنى التأييد الكامل لفكرة القومية اليهودية على أساس عرْفي. والشيء الذي أزعج أينشتاين وأقلقه أكثر من غيره هو مشكلة العرب. ففي رسالة بعث بها إلى وايزمان عام 1920، حذر أينشتاين من تجاهل المشكلة العربية، ونصح الصهاينة بأن يتجنبوا «الاعتماد بدرجة كبيرة على الإنجليز »، وأن يسعوا إلى التعاون مع العرب وإلى عَقْد مواثيق شرف معهم. وقد نبه أينشتاين إلى الخطر الكامن في الهجرة الصهيونية. ولم تتضاءل جهود أينشتاين أو اهتمامه بالعرب على مر السنين. ففي خطاب بتاريخ أبريل سنة 1948، أيَّد هو والحاخامليو بايك موقف الحاخاميهودا ماجنيس الذي كان يروج فكرة إقامة دولة مشتركة (عربية ـ يهودية)، مضيفاً أنه كان يتحدث باسم المبادئ التي هي أهم إسهام قدَّمه الشعب اليهودي إلى البشرية. ومن المعروف أن أينشتاين رَفَض قبول منصب رئيس الدولة الصهيونية حينما عُرض عليه.
بعد تأسيس دولة إسرائيل عرض على أينشتاين تولي منصب رئيس الدولة في إسرائيل لكنه رفض مفضلا عدم الانخراط في السياسة وقدم عرضا من عدة نقاط للتعايش بين العربواليهود في فلسطين. والوثيقة التي أرسلها أينشتاين تدل أنه كان بعيدا تماما عن معرفة الأمور السياسية وتعقيداتها وبعيد عن أي معرفة بالأفكار الصهيونية التي تقوم عليها إسرائيل. عرضت الحكومةالإسرائيلية على أينشتاين منصب رئيس الدولة في العام 1952 ولكن أينشتاين رفض هذا العرض الإسرائيلي قائلا: "انا رجل علم ولست رجل سياسة".[17]. وفي نهاية حياته اتهمته المخابرات الأمريكية بالميول للشيوعية لأنه قدم انتقادات لاذعة للنظام الرأسمالي الذي لم يكن يروق له. وفي عام 1952 كتب أينشتاين في رسالة إلى الملكة الأم البلجيكية: "لقد أصبحت نوعاً من المشاغب في وطني الجديد بسبب عدم قدرتي على الصمت والصبر على كل ما يحدث هنا."[17]
لم تكن بين آينشتاين و المرجع الديني آية الله بروجردي علاقة مباشرة؛ إذ لم يقم آينشتاين بزيارة إيران، ولم يزر آية الله بروجردي أميركا قطّ. إلّا أنّه كان هناك من يربط بينهما و هو البروفيسور حسابي؛ فقد كان من جهة تلميذاً لأنيشتين، و من جهة أخری كان يزور آية الله بروجردي كثيراً. ينقل البروفيسور حسابي قصة تكشف عن هذه العلاقة قائلاً:« حضرتُ آية الله بروجردي يوماً و قد كانت نظرية النسبية لآينشتاين آنذاك معروفة في الأوساط العلمية، فطلب آية الله بروجردي منّي أن أشرح له هذه النظرية، فقدّمتُ له شرحاً مجملاً عنها، فأخذ بطرح أسئلة دقيقة عن تلك النظرية وكنتُ أنا أيضاً أردُّ عن أسئلته. ثمّ قال لي: أبلغ سلامي إلی السيد آينشتاين و قل له بأنّه قد تمكّن من فتح رؤية من علم الفيزياء إلی عالم ما بعد الطبيعة». تدلّ هذه القصة علی وجود علاقة بينهما ولو بحدّ نقل رسائل بواسطة الدكتور حسابي. علی أيّة حال إنّ مسألة وجود علاقة بين آينشتاين و آية الله بروجردي لاتزال لغزاً لم يتم حلّه. فمن جهة لايمكن رفض تلك العلاقة رفضاً تامّاً؛ إذ إنّنا نعلم بأنّه كان بينهما علاقة ولو بحدّ نقل رسائل بواسطة البروفيسور حسابي، ثم هناك أقوال تُنسب اليوم إلی آينشتاين و آية الله بروجردي تدلّ علی أنّها ليست من صنع شخصيّات أخری، ويقف علی ذلك كلّ من له معلومات في الفلسفة و الكلام الإسلاميّ. و من جهة أخری ليست هناك أدلّة كافية لإثبات تلك العلاقة، ولايمكن الاعتماد علی مجرد هذه الشواهد في الوصول إلی نتيجة تامّة.[18
سبع حقائق قد لا تعرفها عن البرت آينشتا
كان من شأن الاعلان عن اكتشاف موجات الجاذبية مؤخرا اثبات صحة ما ذهب اليه الفيزياوي العظيم البرت آينشتاين منذ 100 سنة.
أنجز آينشتاين الكثير في مجال الفيزياء، الى الحد الذي اصبح اسمه مرادفا للعبقرية.
ولكن هناك الكثير مما لا يعرفه الناس عن الرجل.
كان يعزف على آلة الكمان
بدأ آينشتاين تعلم العزف على آلة الكمان وهو مازال طفلا صغيرا، وواصل العزف حتى توقف كفه الايمن عن الحركة بالسرعة والدقة المطلوبتين عندما شاخ.
وكان يعزف في الحفلات الموسيقية التي تقام لاغراض خيرية، كما كان يستخدم الموسيقى كوسيلة للاسترخاء طيلة حياته.
وكان آينشتاين مغرما بشكل خاص بموسيقى موزارت وباخ. Image caption بدأ آينشتاين تعلم العزف على الكمان وهو طفل صغير
قال استاذه إنه لن ينجز شيئا في حياته
قال آينشتاين واسرته للصحافة مرة إنه تأخر في المشي والنطق. وقالت شقيقته مايا، في معرض كتابتها عن شقيقها الشهير، إنه عندما كان البرت ولدا صغيرا في وطنهم المانيا، كان المقربون منه قلقون من انه قد لا يتعلم الكلام ابدا.
وفي المدرسة، لم ترق دراسة العلوم الانسانية لآينشتاين ابدا، كما كان يواجه صعوبات كبيرة في الكتابة وكان يعتقد على نطاق واسع انه كان يعاني من اضطراب القراءة المرضي (dyslexia) وذلك في زمن لم تكن هذه الحالة تخضع للفحص والتشخيص الدوري.
وحسب ما قالت شقيقته، فإن مدرس اللغة الاغريقية وبخه مرة وقال له إنه لن يصبح شيئا في حياته.
ورسب آينشتاين في امتحان الدخول الى الجامعة، واضطر للعمل ككاتب بسيط في مكتب. ولكن في تلك الفترة، وجد الوقت الكافي لتطوير افكاره ونظرياته.
ونشر آينشتاين العديد من البحوث العلمية، وانتقل الى العمل في المجال الاكاديمي حيث حقق انجازات فريدة في الفيزياء بما في ذلك ابتكار وتطوير النظرية النسبية. وحاز آينشتاين جائزة نوبل في عام 1921.
كان تركيب دماغه غير طبيعي
بعد أن توفي، شرّح علماء دماغ آينشتاين وقاسوا ابعاده ووزنه، كما ارسلت عينات منه الى مختبرات في شتى ارجاء العالم.
وتوصلت البحوث الى ان دماغ آينشتاين تميز بأن خلاياه العصبية مرصوصة بشكل غير طبيعي الامر الذي ربما اتاح له التعامل مع المعلومات بشكل اسرع من سواه. كما كانت المناطق في دماغه المسؤولة عن ادراك المكان والتفكير الرياضي اكبر من الحجم الطبيعي.
ولكن يقول البعض إن كل ذلك محض تخمين، وانه من الصعوبة بمكان اثبات وجود اي علاقة بين تركيب دماغ آينشتاين وعبقريته. وعلى اي حال، يختلف حجم الدماغ بين شخص وآخر.
احتفظ اختصاصي بعلم الامراض يدعى توماس هارفي بدماغ آينشتاين لاربعة عقود، وفي فيلم وثائقي عرضته بي بي سي عام 1994، شوهد الدكتور هارفي وهو يقتطع جزءا من الدماغ ويعطيه لاحد الموجودين.
ويحتفظ متحف في ولاية نيو جيرسي الامريكية بمعظم ما تبقى من دماغ عبقري الفيزياء.
كان آينشتاين لاجئا
في الوقت الذي وصل فيه النازيون الى السلطة في المانيا، كان آينشتاين قد نال شهرة على نطاق العالم لابحاثه. وكان معروفا أنه يهودي، ولذا اصبح من العسير عليه مواصلة العمل والعيش في ظل تصاعد مد كراهية اليهود في اوروبا آنذاك.
وفي اوائل ثلاثينيات القرن الماضي، حصل آينشتاين على عمل في الولايات المتحدة، وبعد وقت قصير، اتهمه الرايخ الثالث (النظام النازي) بالخيانة كما احرق الطلبة النازيون كتبه.
ورغم قيام آينشتاين بمساعدة العديد من اليهود على الفرار من المانيا الهتلرية، لم يكن مرتاحا تماما لمغادرة مسقط رأسه، فقد كتب في رسالة "اشعر بالعار تقريبا للعيش في سلام بينما يعاني الآخرون."
رفض منصب رئيس دولة اسرائيل
في عام 1952، كتب السفير الاسرائيلي في واشنطن الى آينشتاين نيابة عن رئيس الوزراء دافيد بن غوريون طالبا منه تولي منصب رئيس الدولة، وذلك كتعبير عن "اعمق احترام يمكن ان يكنه
وأكد السفير في رسالته أن آينشتاين "سيمنح كل الحرية لمواصلة عمله العلمي العظيم."
ولكن آينشتاين رفض العرض، قائلا إنه "تأثر جدا" به ولكن المنصب لا يناسبه نظرا لكبر سنه وشخصيته.
وكتب "طيلة حياتي لم اتعامل الا مع القضايا والامور الموضوعية، لذا افتقر الى الميل الطبيعي والخبرة الضرورية للتعامل بشكل صحيح مع الناس وللقيام بالمهام الرسمية."
"اشعر بالحزن اكثر لهذه الظروف لأن علاقتي بالشعب اليهودي اصبحت اقوى رابط انساني لدي، وذلك منذ اصبحت واعيا بحرج موقفنا تجاه بقية الامم." Image caption البرت آينشتاين علم 1920
ما قاله وما لم يقله
هناك حكمة تقول إنك اذا لم تتمكن من تفسير شيء ما بشكل بسيط فإنك لم تفهم ذلك الشيء بشكل كاف. تعزى هذه الحكمة لآينشتاين، ولكن ليست هناك أي ادلة تاريخية تثبت انه كتبها او تفوه بها، وكانت نماذج اخرى من نفس الفكرة قد كتبت منذ قرون.
وفي واقع الحال، فإن معظم الاعمال العلمية التي انجزها آينشتاين كانت معقدة الى ابعد حد ولا تتسم بالبساطة على الاطلاق. ولكن هذا لا يمنع الآخرين من ان ينسبوا شتى الاقوال والحكم نظرا لشهرته وعبقريته.
ولكنه مع ذلك كان القائل "الخيال اهم من العلم، لأن العلم محدود فيما يمتد الخيال ليشمل العالم كله ويحرك التقدم ويلد التطور."
قال آينشتاين ذلك في مقابلة اجرتها معه احدى الصحف في عام 1929.
وفي الخمسينيات، وقبل وفاته ببضع سنوات، كان آينشتاين يشتكي من ان الناس ينقلون عنه الكثير من الاقوال، وقال "لم يرد الى ذهني في الماضي بأن اي ملاحظة بسيطة اتفوه بها يتم التقاطها وتسجيلها. لو كنت اعلم ذلك، لانسحبت الى قوقعتي."
اشهر صورة له التقطت عندما سئم الابتسام
كانت الشهرة تصيب آينشتاين احيانا بالسأم، وفي عيد ميلاده الحادي والسبعين، بلغ ملله من المصورين حدا بحيث اخرج لسانه لاحدهم.
واصبحت تلك الصورة من اشهر صوره، وقام آينشتاين نفسه بارسل نسخا منها الى اصدقائه. الصورة الشهيرة وقد رسمت على جدار في سانت بطرسبرغ بروسيا
شكرا لكم لدخولكم مدونتنا لا تنسوا رائيكم
ردحذف